أساتذة التعليم العالي بالجنوب يستأنفون الدراسة بعد شهر من الإضراب

يباشر أساتذة التعليم العالي عبر جامعات الجنوب عملهم، اليوم، بعد إضراب دام شهرا كاملا، وهذا بعد تعليقه نتيجة التطمينات التي تلقوها من الحكومة بالاستجابة إلى المطالب المرفوعة التي تتمثل على وجه الخصوص في منحة الجنوب والسكن. في المقابل، حذرت التنظيمات الطلابية من نتائج تجدد الإضراب الذي قد ينجر عنه تمديد السنة الجامعية، بالنظر لحساسية المنطقة.

يأتي تعليق الاحتجاج بعد الجدية التي لمسها الأساتذة من الحكومة بالنظر في المطالب المرفوعة، حسب ما صرح به المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، عبد المالك رحماني، لـ''الخبر''، حيث ذكر أن المحتجين سيلتحقون بمناصبهم بعد الاجتماع الذي عقده ''الكناس'' لتقييم الوعود التي قدمتها وزارتا التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة العمل. وبالاستناد إلى هذه المستجدات، ارتأى المجلس بعد عقد اجتماع مع الفروع النقابية للمنطقة، تعليق الإضراب ومنح فرصة للسلطات بتجسيد الوعود التي أطلقتها، معلنا تمسكهم بمنحة الجنوب التي اعتبرها أكثر من ضرورة، خاصة أن العمل في الجنوب له خصوصية وأساتذة التعليم العالي، حسبه، يبذلون جهودا إضافية في تأدية مهامهم، بالنظر للظروف، سواء بمحدودية العدد الذي يحملهم مسؤولية مضاعفة أو الظروف المناخية الصعبة خاصة خلال فصل الصيف، في ظل نقص الإمكانات. كما تحدث رحماني عن مشكل السكن في المنطقة، حيث طالب بضرورة تخصيص حصص سنوية للسكنات الوظيفية، وهنا تحدث عن تميز المنطقة عن الشمال، بعدم وجود مشكل عقار يعيق تجسيد المشاريع، وهو ما ينبغي أن تستغله الحكومة، حسبه، للقضاء على هذا المشكل نهائيا ومن ثمة ضمان أريحية أكثر لعمل الأساتذة.
من جهتها، حذرت التنظيمات الطلابية من النتائج السلبية، في حال جدد الأساتذة إضرابهم، خاصة أن الإضراب الأخير تسبب في تأخر لمدة تجاوزت 15 يوما، وطالبوا وزارة التعليم العالي بالاستجابة لمطالب الأساتذة لتفادي استمرار الإضراب الذي ستكون له عواقب وخيمة، حيث أعرب الأمين العام للمنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين، فارس بن زغلولي، عن مساندتهم للأساتذة في مطالبهم، إلا أنه قال إنهم يرفضون أن يكون ذلك على حساب الطلبة، لأن استمرار الإضراب من شأنه تمديد السنة الجامعية، حسبه، وهذا لا يتناسب ومناخ الجنوب الذي ترتفع فيه درجة الحرارة بداية من شهر جوان، وهو ما ذهب إليه الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، منذر بودن، الذي نبه إلى أن تأثير الإضراب الذي دخل أسبوعه الرابع كان جزئيا، كون الإضراب اقتصر على ثلاثة أيام من كل أسبوع، كما أن تعقل الأساتذة ساهم في تعويض بعض الدروس في الأيام المتبقية ويوم السبت من كل أسبوع، ومع ذلك هناك تأخر ينبغي تداركه، فالامتحانات في ولاية بشار التي كانت مبرمجة في 10 ماي، تأجلت إلى 25 من نفس الشهر ونفس الوضع بالنسبة لحفل التخرج بالولايات الجنوبية. وطالب المتحدث، في الأخير، الجهات المعنية بأخذ مطالب الأساتذة بجدية أكبر، لتفادي تأخر جديد قد يؤثر على السنة الجامعية.