حريق يلتهم أرشيف رخص السياقة وبطاقات التعريف في دائرة وهران

فتحت مصالح الشرطة القضائية التابعة لأمن ولاية وهران تحقيقا موسعا في أعقاب حريق مهول نشب صباح أمس، على مستوى مقر دائرة وهران   الواقع بواجهة البحر، مما تسبب في خسائر مادية معتبرة شملت بعض الملفات، أين تم احتراق 12 خزانة تحمل صناديق خشبية وحديدية بها ملفات وأرشيف مهم خاص برخص السياقة. الواقعة جرت في حدود الساعة الرابعة والنصف صباحا حين تم الإبلاغ عن وجود ألسنة لهب ودخان يتصاعد من النوافذ بمقر الدائرة، لتتنقل مصالح الأمن والحماية المدنية على وجه السرعة إلى عين المكان، ليتبين بأن الحريق مسّ غرفة الأرشيف وأتى على جزء كبير من الأرشيف الخاص بالملفات من بينها بطاقات التعريف وجوازات السفر.قد تدخلت مصالح الحماية المدنية بعد إخطارها من طرف الحارس الذي تفطن للدخان يتصاعد من قاعة الشبابيك الخلفية، وقد عاينت ''النهار'' مكان الحريق من الداخل، أين تبين أن اشتعال النار كان من السطح وانتشرت بقوة في قاعة الشبابيك، في وقت تدخل العمال لتجميع الملفات المحترقة داخل أكياس بلاستيكية سوداء قدر عددها بـ20 كيسا تقريبا، وفي الوقت الذي كانت ''النهار'' تعاين مكان الحريق التحق مدير التنظيم والشؤون العامة للولاية لمعاينة مخلفات الحريق وأمر في عين المكان بعملية جرد لكل الملفات المحترقة وتقديمها في تقرير شامل، وقد فتحت مصالح الأمن تحقيقا في القضية ممثلة في مصلحة الشرطة العلمية التي اطلعت على مكان الحريق واستمعت إلى الحارس، علما أن مختلف المكاتب والمصالح توجد في وضعية متردية ولم يتم صيانتها بسبب انتظار ترحيل مصالح الدائرة إلى المقر الجديد بحي جمال الدين، كما أن طريقة أرشفة الملفات في مكاتب ضيقة وبطريقة فوضوية فتح في السابق الباب أمام عمليات التزوير المبرمجة التي تم تفكيك شبكاتها وأحيل معظم المتهمين على العدالة، خاصة أن هذه الشبكات كانت توفر بطاقات تعريف ورخص سياقة بأسماء وهمية لأشخاص مبحوث عنهم وحتى إلى عناصر خطيرة.وحسب التقديرات الأولية، فإن الحريق نشب نتيجة شرارة كهربائية، غير أن ذلك لم يرد في تقرير مصالح الحماية المدنية ولا حتى نوع المصلحة التي مسها الحريق، وقد باشرت مصالح الأمن تحرياتها الموسعة مرفقة بعناصر الشرطة العلمية للتحقيق في ملابسات الحادث الذي يلفه الكثير من الغموض.