30 ألف مليار من أموال وقـف الجزائريين ضـائعــة

قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله، إن 60 ٪ من الأوقاف التي تمثّل 300 مليار دينار تستغلّ من قبل جهات خاصة وعمومية، لم تتمكّن الدولة من استعادتها بعد وتحصيل مداخيلها، مشيرا إلى أنها عبارة عن عقارات ينبغي استعادتها، كونها محتلة بطريقة غير شرعية وتحتاج إلى تهيئة وأخرى تتطلّب أشغال صيانة وإصلاحات.وكشف غلام الله خلال إشرافه، أمس، على افتتاح الملتقى الدولي الثاني حول دور التمويل الإسلامي غير الربحي في تحقيق التنمية المستدامة، المنظم بجامعة سعد دحلب بالبليدة، عن بسط الوزارة يدها على 40 ٪ فقط من الأملاك الوقفية في الجزائر، في حين لايزال الشطر الأكبر من هذه الأوقاف مستغلا بطريقة غير شرعية.وأرجع الوزير سبب التأخّر في استرجاع هذه الأملاك الوقفية إلى العراقيل التي تواجه القائمين على الأوقاف، مشيرا إلى أن جزء كبيرا من هذه الأوقاف تحتلها مؤسسات عمومية منذ سنوات طويلة، مشيرا إلى أنه يتوجّب على هذه الأخيرة في حال قرّرت الإستمرار في استغلال هذه الأوقاف دفع مقابل الإيجار وتعويض عن سنوات استغلالها لتلك المساحات.وأشار غلام الله إلى أن قيمة الأملاك الوقفية غير المستغلة، والمقدرة بأكثر من 300 مليار دينار، يمكنها في حال استعادتها وإجبار مستغليها حاليا على دفع مستحقات الإيجار أو الإستغلال، من القضاء على كل المشكلات الإجتماعية والصعوبات الإقتصادية التي يعيشها عدد كبير من العائلات الجزائرية، التي تعاني حاليا من أزمة سكن وضعف القدرة الشرائية وغيرها. وقال وزير الشؤون الدينية أيضا على هامش الملتقى، إن مصالحه تفكّر حاليا في تحويل ملف تسيير الأوقاف إلى مصالح وزارة التضامن الوطني، معتبرا أن ذلك يعتبر الحل الأفضل بالنسبة للخزينة العمومية وكذا للمواطنين، الذين أكد أنه يمكنهم في إطار ذلك الإستفادة من هذه الأملاك، كما أشار إلى أن مصالح وزارته تبحث عن حلول أخرى لتوظيف أموال الزكاة في التنمية المستدامة، وبخصوص أشغال الملتقى، أكد الوزير على أهمية هذه الأخيرة باعتبارها فرصة للإطلاع والإستفادة من تجارب الدول المشاركة في هذا الإطار، في الوقت الذي أشار من ناحية أخرى إلى ضرورة تحسين المناهج التعليمية الإسلامية في البرامج التربوية، من أجل تمكين التلاميذ من التعرف أكثر وتطبيق تعاليم الدين الإسلامي في حياتهم.